«الأونروا» تحذّر من كارثة إنسانية في غزة بعد قطع إسرائيل العلاقات معها

«الأونروا» تحذّر من كارثة إنسانية في غزة بعد قطع إسرائيل العلاقات معها
الأونروا في غزة

أعلنت إسرائيل اليوم الخميس عن قطع علاقتها بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهي الوكالة التي كانت تقدم دعماً حيوياً للاجئين الفلسطينيين لأكثر من 7 عقود.

ووفقا لوكالة "فرانس برس"، يُنظر إلى الأونروا من قبل العديد من الجهات على أنها "شريان حياة" لملايين اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، فضلاً عن دول أخرى مثل لبنان وسوريا والأردن.

وأكد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن الوكالة كانت وما زالت تقدم خدمات ضرورية مثل التعليم والرعاية الصحية والإغاثة الاجتماعية، في المقابل، تعتبر السلطات الإسرائيلية الأونروا وكالة متحيزة.

ووجهت إليها اتهامات بالتورط في دعم الإرهاب، حيث اتهمت عدداً من موظفيها بالضلوع في الهجوم الذي شنته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، وهو الهجوم الذي أشعل الحرب في غزة.

تاريخ تأسيس الأونروا

تأسست الأونروا في ديسمبر 1949، بعد حرب 1948، وذلك استجابةً للأزمة الإنسانية التي نشأت عقب تهجير أكثر من 760 ألف فلسطيني من منازلهم بسبب التقدم العسكري للقوات الإسرائيلية أو طردهم بالقوة.

وقد تولت المسؤولية عن إغاثة اللاجئين الفلسطينيين، خاصةً في المناطق المجاورة مثل لبنان وسوريا والأردن.

وتمثل الأونروا اليوم الهيئة الوحيدة التي تضمن وضعاً دولياً للاجئين الفلسطينيين، وتوفر الوكالة خدمات تشمل التعليم والرعاية الصحية والإغاثة الطارئة لما يقرب من 6 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لديها.

وتدير الوكالة 58 مخيماً للاجئين، 19 منها في الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ أكثر من 50 عاماً.

وضع إنساني متدهور

كان الوضع الإنساني في قطاع غزة قبل بدء الحرب في أكتوبر 2023 مقلقاً للغاية، وفقاً للأمم المتحدة، يعاني 63% من سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي ويعتمدون على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.

يعيش أكثر من 80% من سكان غزة تحت خط الفقر، وتدير الأونروا 8 مخيمات للاجئين في القطاع، وتوفر خدمات أساسية لما يقرب من 1.7 مليون نازح فلسطيني في غزة.

ومنذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، أصبحت الأوضاع أكثر كارثية، حيث تسببت الضربات الجوية الإسرائيلية في مقتل ما لا يقل عن 47 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير ثلثي البنية التحتية للقطاع.

من جانبها، أكدت الأونروا أن موظفيها في القطاع، الذين يزيد عددهم على 13 ألف شخص، يواصلون العمل رغم التحديات، حيث فقدت الوكالة حتى الآن 223 من موظفيها في غزة.

انتقادات إسرائيلية

تواجه الأونروا باستمرار انتقادات من إسرائيل وداعميها الذين يتهمونها بتدريس "الكراهية" في مدارسها، وقد تصاعدت هذه الانتقادات بشكل ملحوظ بعد الهجوم الذي شنته حماس في أكتوبر 2023، كما اتهمت إسرائيل الأونروا بتوظيف عناصر من حماس، وهو ما دفع بعض الدول المانحة إلى تعليق تمويلها للوكالة.

وفي منتصف الحرب، توقفت العديد من الدول المانحة عن تقديم الدعم المالي للأونروا، ولكن في النهاية استأنف أغلبها التمويل، ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تظل إحدى الدول التي امتنعت عن تمويل الوكالة، مما يترك الأونروا في وضع مالي هش.

وحذّر لازاريني من أن القرار الإسرائيلي بوقف التعاون مع الأونروا سيكون "كارثياً" بالنسبة للاجئين الفلسطينيين.

دعوات لتراجع إسرائيل

في ضوء هذه التطورات، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن قرارها بقطع العلاقات مع الأونروا، مشيراً إلى أن الوكالة "لا يمكن استبدالها" وأن خدماتها "ضرورية" في هذه اللحظات الحرجة.

وأكد لازاريني أن الوكالة ستواصل مهامها لتقديم المساعدة الأساسية للاجئين الفلسطينيين في غزة ومناطق أخرى، رغم التحديات السياسية والمالية التي تواجهها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية